اخر العناوين

الخميس، نوفمبر 15، 2012

القوامة للدكتورة نوال العيد

القوامــة

لقد أثار أعداء الشريعة هذه الشبهة لتأليب المرأة على الرجل، ونحتاج إلى مناقشتها مناقشة علمية موضوعية لنفهم الحقيقة وندرك السر .

تأملي قول الله تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) . (النساء: 34) وقوله: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة)(البقرة: 228) .

نتفق ابتداءً أن ما من مؤسسة إلا ولها مدير، والرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: "إذا كنتم ثلاثة فأمروا أحدكم"ولم يقل أفضلكم فليس بالضرورة أن تكون الإدارة للأفضل.

والإدارة في الأسرة للرجل لسببين:

* بما فضل الله بعضهم على بعض، أي أن للرجل فضيلة في زيادة العقل والتدبير، ولذا جعل لهم حق القيام على النساء، كما أن للرجال زيادة قوة في النفس والطبع ما ليس للنساء، لأن طبع الرجال غلب عليه الحرارة واليبوسة فيكون فيه قوة وشدة، وطبع النساء غلب عليه الرطوبة والبرودة فيكون فيه معنى اللين والضعف، فجعل للرجل حق القيام .

والمولى جل وعلا زوّد المرأة بالرقة والعطف وسرعة الانفعال والاستجابة العاجلة لمطالب الطفولة، لأن الضرورات الإنسانية العميقة كلها حتى في الفرد الواحد لم تترك لأرجحة الوعي والتفكير وبطئه بل جعلت الاستجابة لها غير إرادية ليسهل تلبيتها فوراً وفيما يشبه أن يكون قسراً،ولكنه قسر داخلي غير مفروض من الخارج، ولذيذ ومستحب في معظم الأحيان ، كذلك لتكون الاستجابة سريعة من جهة ومريحة من جهة أخرى صنع الله الذي أتقن كل شيء. وزود الرجل بالخشونة والصلابة وبطء الانفعال والاستجابة واستخدام الوعي والتفكير قبل الحركة والاستجابة،لأن وظائفه كلها من الصيد حتى الجهاد تحتاج إلى قدر من التروي قبل الإقدام، وإعمال الفكر قبل الخطو.وهذه الخصائص تجعله أقدر على القوامة وأفضل في مجالها .

* (وربما أنفقوا من أموالهم) وتأمل الارتباط العجيب بين السببين ذلك أن المرأة جبلت على الرقة وحب الزينة ولذا قال تعالى: (أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين) فنشأتها في الحلية دليل على نقصها المراد جبره، والتغطية عليه بالحلي كما قال الشاعر:

وما الحلي إلا زينة من نقيصة ......... يتمم من حسن إذا الحسن قصراً

وأما إذا كان الجمـال مــــوفراً .......... كحسنك لم يحتج إلى أن يـــزودا


فالرجل يفضل على المرأة بالنفقة التي يحسن تدبيرها ، بخلاف لو تركت للمرأة المنشاة في الحلية.

وفي القانون العالمي: "من ينفق يشرفُ" وهذا ما نصت عليه الآية. وفهم العلماء من قوله تعالى: (وبما أنفقوا من أموالهم) أن متى عجز عن نفقتها لم يكن قواماً عليها، وإذا لم يكن قواماً عليها كان لها فسخ العقد، لزوال المقصود الذي شرع لأجله النكاح، وفيه دلالة واضحة من هذا الوجه على ثبوت فسخ النكاح عند الإعسار بالنفقة والكسوة وهذا مذهب مالك والشافعي.

ثم إن القوامة تكليف لا تشريف فعلام نرهق كواهلنا معاشر النساء بها ؟! والمرأة في الغرب تطالب بالقوامة لأنها هي التي تنفق على نفسها، بل الأعجب من هذا أنها تعطي المهر للرجل حتى يرتبط بها !! والمسلمات مكرمات برجال يعتنون بشؤونهن ويقومون على سعادتهن وتوفير الأمن لهن. أفلا نشكر الله على ما هدانا له!!

نشرت جريدة الشرق الأوسط خبراً مفاده أن مطلقة بريطانية اسمها (مانيس جاكسون) عرضت ابنها الوحيد للبيع بمبلغ ألف جنيه والمبلغ يشمل ملابس الطفل وألعابه وقد قالت أنها ستبيع ابنها لأنها لا تستطيع الإنفاق عليه وليس لديها دخل لإعاشته !!

(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) أي لهن من حقوق الزوجية على الرجال مثل ما للرجال عليهن، ولهذا قال ابن عباس: إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي، وما أحب أن استنظف كل حقي الذي عليها فتستوجب حقها الذي لها علي .

ليست هناك تعليقات: